الفتق الإربي وعلاجه
إن كنت تعاني من بروز في منطقة أسفل البطن ويزداد حجم هذا البروز مع الكحة أو الحزق فهذا يعني إصابتك بالفتق الإربي، وهو عبارة عن ضعف في عضلات جدار البطن يؤدي إلى تكوين تجويف أو بروز، وقد تتدلى فيه طبقة من الدهون وربما جزء من الأمعاء، ويكمن السبب الرئيسي في ضعف تلك العضلات إلى زيادة الضغط داخل تجويف البطن كما في حالات الإصابة بالكحة المستمرة أو الإمساك المزمن أو الاستسقاء، ويزداد حدوث الفتق مع السمنة المفرطة وتقدم العمر، وقد يأتي بعد إجراء العمليات الجراحية في هذه المنطقة.
أولى العلامات التي تلاحظ عند الإصابة بالفتق الإربي هو ظهور بروز صغير أسفل البطن في منطقة الحوض يختفي عند الاستلقاء على الظهر كما يلاحظ زيادة حجم الفتق تدريجيا بمرور الوقت بسبب زيادة ضعف العضلات مع تقدم العمر، ومع زيادة حجمه فإنه يتسبب في العديد من الأعراض كالإحساس بالألم والثقل في منطقة الفتق خاصة مع حمل الأشياء الثقيلة والكحة الشديدة والحزق، ويصاحبه الإحساس الدائم بالإزعاج وعدم الإرتياح، وقد لا يرتبط الألم بتلك المسببات فقط بل قد يستمر طوال الوقت خاصة مع حدوث المضاعفات مثل تدلي جزء من الأمعاء والدهون إلى داخل الفتق بالقرب من الخصية حيث تضغط الأمعاء على الأعصاب والأوردة في تلك المنطقة، وفي هذه الحالة يجب التوجه إلى الطبيب واتخاذ قرار العلاج المناسب للوقاية من حدوث التفاف واختناق الأمعاء داخل الفتق، الأمر الذي يتسبب في حدوث ألم مبرح ، وفي هذه الحالة لا بد من التدخل الجراحي الفوري لتجنب تفاقم الأمر وخنق الأمعاء داخل الفتق.
ولتشخيص الفتق الإربي لا بد من التوجه إلى الجراح المختص حيث يتم الفحص الإكلينيكي لتشخيص الحالة وفي بعض الأحيان يتم الاستعانة بالفحوصات الشعاعية لتأكيد التشخيص.
دون أدنى شك فإن عملية الفتق الإربي من العمليات الشائعة جداً حول العالم، ففي الولايات المتحدة الأمريكية يتم إجراء أكثر من مليون عملية للفتق سنوياً، ولا يتطلب إجراء العملية سوي الفحوصات الروتينية قبل أي عملية وتحديد نوع العملية جراحياً أو بالمنظار على حسب حالة المريض واختياره، ففي العملية الجراحية يقوم الطبيب بتحديد نوع التخدير المناسب حسب حالتك الصحية بين التخدير الكلي أو التخدير النصفي وربما التخدير الموضعي، ثم يقوم بإجراء شق جراحي صغير فوق منطقة الفتق حيث يتم استخدم شبكة طبية مكان الضعف لدعم المنطقة وتقويتها وضمان عدم رجوع الفتق مرة أخرى.
أما في حالة إجراء العملية بالمنظار والتي تعد أكثر شيوعاً هذه الأيام في الكثير من المستشفيات حول العالم. فعملية المنظار تصلح الفتق من داخل تجويف البطن باستخدام شبكة كما تساعد جراحة المنظار على خروج المريض من المستشفى بعد إجراء العملية بساعات ويمكنه العودة إلى ممارسة حياته الطبيعية بشكل أسرع بالإضافة إلى تفادي مضاعفات الجرح من الالتهاب أو آثار الجرح، وتجرى عملية المنظار تحت التخدير الكلي ويقوم الطبيب بعمل ثقوب صغيرة في البطن لا تتعدى الواحدة منها السنتيمتر الواحد، ومن خلالها يتم إصلاح الفتق ووضع الشبكة عن طريق المنظار، وفي الغالب لا تستغرق العملية سوى النصف ساعة وبعد استفاقة المريض من التخدير يمكنه الخروج من المستشفى بأمان.
Yorumlar